مؤلف ومدرب متخصص في التطوير والتنمية الذاتية

إدارة الوقت وقيادة الذات

د. إبراهيم بن أحمد القعيد

مستشار وخبير في التنمية الذاتية والتطوير الإداري. له العديد من المؤلفات القيمة التي تساهم في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.

أحدث المقالات

تعريف إدارة الوقت:

إدارة الوقت هي عملية الاستفادة من الوقت المتاح في حياتنا ومن مواهبنا الشخصية لتحقيق الأهداف المهمة التي نسعى إليها، مع المحافظة على تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة وبين حاجات الجسد والروح والعقل.

إدارة الوقت إذا هي:

عملية: لأنها مستمرة ودائمة ولابد من ممارستها بشكل يومي.

الوقت المتاح: لأن هناك أوقاتاً في حياة الإنسان لا يمكن تنظيمها ومن ثم لابد أن نعرف أن الوقت نوعان نوع يمكن تنظيمه ونوع لا يمكن تنظيمه . والنوع الذي يمكن تنظيمه أيضا نوعان نوع وأنت في كامل نشاطك وحضورك الذهني ونوع الوقت وأنت في أقل حالات التركيز . فإذا أردت أن تنظم وقتك ابحث عن الوقت الذي يمكن تنظيمه وتعرف على الجزء الذي تكون فيه في كامل نشاطك فهذا أفضل أوقات العطاء

مواهبنا الشخصية: لأن استغلال الوقت يعتمد على ما لدينا من إمكانات فكلما كانت إمكاناتك جيدة ومطورة وفاعلة أمكنك الاستفادة من الوقت أكثر من غيرك.

الأهداف المهمة: وذلك لأن استغلال الوقت ) وهو قليل ونادر ( لابد أن يكون في الأمور المهمة في حياتنا وليست الأهداف التافهة أو الصغيرة .

تحقيق التوازن: لأن الأهداف والمهام والأعمال لابد أن تتوزع بالتساوي بين عملك وحياتك الخاصة ولا يطغى أحدهما على الآخر.

الحاجات: أي أن هناك حاجات أساسية لابد أن يستفاد من الوقت في إشباعها وهي تنصب على بناء التوازن الشخصي في حياة الإنسان من متطلبات الروح إلى متطلبات العقل إلى متطلبات الجسد.

أنواع الوقت

الوقت في حياتنا نوعان:

النوع الأول: وقت يصعب تنظيمه أو إدارته أو الاستفادة منه في غير ما خصص له . وهو الوقت الذي نقضيه في حاجاتنا الأساسية مثل النوم والأكل والراحة والعلاقات الأسرية والاجتماعية المهمة. وهو وقت لا يمكن أن نستفيد منه كثيرا في غير ما خصص له . ولا شك أن مثل هذا الوقت على درجة من الأهمية لحفظ توازننا في الحياة فبدون هذا الوقت لا يمكن أن نواجه تكاليف الحياة الأخرى ونباشر السعي للكسب ونحقق أهدافنا . ولكن هذا الوقت يجب أن يكون في حدوده المعقولة فليس من الحكمة البالغة في أوقات النوم أو الأكل أو الراحة أو تضييع الأوقات بينها

النوع الثاني: وقت يمكن تنظيمه وإدارته . ونجد جزأ من هذا الوقت في الفترة المخصصة للعمل ونجد البعض الآخر في حياتنا الخاصة . وفي هذا النوع بالذات من الوقت يكمن التحدي الكبير الذي يواجهنا هل نستطيع الاستفادة من هذا الوقت؟ هل نستطيع استغلاله الاستغلال الأمثل ؟ لاحظ أن هذا الوقت على الرغم من قدرتنا على تنظيمه وإدارته يكون من نوعين . النوع الأول : تكون فيه في ذروة نشاطك وحيوتيك مثل الساعات الأولى من بداية الدوام أو العمل وساعات النشاط الأمثل في اليوم والليلة . والنوع الثاني تكون فيه في قلة نشاطك وحيوتيك مثل الساعات الأخيرة من بداية الدوام أو العمل وساعات قلة النشاط والحيوية الأخرى في اليوم والليلة


مضيعات الوقت:

ذكرنا أن الوقت نوعان : نوع يصعب تنظيمه ووقت يمكن تنظيمه والاستفادة منه وعندما نحلل الوقت الذي يصعب تنظيمه سنكتشف بأن فيه الكثير من الأوقات المهدورة .

مثلا كم يأخذ منك وقت الوجبات وخاصة الغداء والعشاء ؟ وماذا تفعل بالأوقات قبل وبعد الوجبات ؟ كم لديك من وقت للنوم في اليوم والليلة؟ وكيف تقضي الأوقات قبل وبعد النوم ؟ وماذا تفعل بالوقت الذي يكون لديك بعد مجيئك من العمل في المساء حتى تنام ؟ الواقع أن الواحد منا إذا بدأ يفكر في حياته والطريقة التي يعيش بها سيكتشف أن هناك الكثير من الأوقات التي لا يستفيد منها . هل قمت بحساب هذه الأوقات؟ كم ساعة يمكن أن تأخذ من هذا الوقت في اليوم والليلة؟ وإذا أخذت هذا الوقت ماذا ستفعل به؟

حاول قدر المستطاع أن تستقطع من النوع الأول من الوقت ، الذي يصعب تنظيمه وتضعه في خانة النوع الثاني من الوقت الذي يمكن تنظيمه الآن ماذا عن الوقت الذي يمكنك تنظيمه . كم ساعة في اليوم والليلة ؟ وكم ساعة يمكنك إضافتها إليه من النوع الأول . هل فكرت يوما من الأيام بالأشياء التي تضيع وقتك . إنها كثيرة بالتأكيد بعضها شخصي أي أنت المتسبب فيه وبعضها خارجي أي يتسبب فيه الناس والأحداث والاعتبارات من حولك.


مشاركة:

Facebook
Twitter
LinkedIn
Scroll to Top